ضجَرٌ!
وبعضُ تردُّدٍ، وكثيرُ أسئلةٍ تلحُّ وأسئلهْ
عَتبٌ على الوقت الذي مرّتْ دقائقهُ بنا
عَتَبٌ..
ولم تزلِ القصيدةُ تختبي في الصدرِ
أوجعها طويلُ الانتظارِ
هذي القصائدُ..
والأسى المدفونُ خلفَ حروفها..
وبراءةُ الإِنسانِ في جنباتها..
والهمُّ.. والألمُ العنيدُ
وحالةٌ أخرى من الفوضى..
وجهلٌ في المدارِ
هذي القصائدُ تستعيرُ الآنَ وقتاً للخروجِ
وما الظلامُ بليلها القسريِّ
إلاّ فسحةً من أُعطيات القلبِ
أو مجرىً تخطُّ مسارَه روحي
لفيضٍ من رفاقِ الدربِ والقربى
ومن سَلَبَتْهُمُ الأيامُ فاتحة القرارِ
أنا منهمُ..
من هذه الخيبات تصفعُهُمْ وتصفعني..
وتمعنُ في دماري
نختار ما لا نشتهي..
ونحبُّ ما يَضَعُ الهشاشةَ في مواسمنا
ويجعلنا زمانَ الانهيارِ
نبكي بلا دمعٍ... وننهضُ حيث لا ندري..
ولا تدري الخُطَا
وجميعنا تمضي بنا الأيام في هذا الدوارِ
هذي القصائدُ تستعيرُ الآن وقتاً للخروجِ
كما أرى،
نامت قليلاً ـ ما يهمُّ ـ
لعلَّ للكلماتِ عذراً حين تستعصي
ولكنْ مرةً أخرى تجيءُ
وتستبيحُ الصعبَ
تبني في مدى الإنسان
أنأى ما يصوغُ الضوءُ من إشعاعه السحريِّ
حين تكون نَهْبَ الليل أوراقُ النهارِ
تعبتْ معي أشعاريَ الخضراءُ في زمنٍ
تمادى في توحشه
ليجرح شهقةَ الطفلِ الشفيفِ بداخلي
وليستبيحَ طراوةَ الولدِ الشحيبِ القلبِ والأصحاب
لكنْ..
لم يُمِتْ في روحه الإعياءُ أدنى حُلْمِهِ
لا. لمْ يُمِتْ يوماً..
ويرفضُ أن يسيرَ إلى مدىً
ما لم يكنْ وعْرَ المسارِ
مزِّقْ دفاترك القديمةَ
يا ابن هذا اليوم
وارحلْ صوبَ ما يأتي
لئلا تنتهي بالهامشِ الرسميِّ
يؤويك الرصيفُ وجدولاتُ الاندثارِ
فَلكَمْ على دمنا الحياةُ تربَّعتْ
اليومُ مثلُ الأمسِ
بَرَّاقٌ شهيٌّ عُمرنا
ومضرَّجٌ هذا المدى بمرارةِ اللاشيء
يمضي يابساً رخواً
ولكنْ.. لم يزلْ في أُفْقِهِ
أملٌ شديدُ الاخضرارِ
*توفيق أحمد